وأما الآخر فلا بد من التفصيل فيه أيضاً، فينكر عليهم ما هو حقيقي، ويقروا على ما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة ؛ لأن الحق هو الأصل، والحق يجب أن يكون أحب إلى المؤمن من كل أحد، ولأن أي اجتماع لا يكون على الحق فهو شر يجب الحذر منه، والله تبارك وتعالى عندما أمر الأمة بأن تعتصم وأن تتوحد وألا تتفرق لم يجعل الأمر مطلقاً، وإنما قال: (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ))[آل عمران:103]، فلا بد من وضوح وبيان ما يتوحدوا عليه وما يجتمعوا عليه وما لا يتفرقوا عليه، وهو القرآن والهدى والسنة وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح، وأما إذا كان باطلاً أو خطأ فإن الاجتماع عليه لا يجوز.